الجمعة، 31 ديسمبر 2010

ذكريات : عندما اضائت الصواريخ العراقيه سماء تل ابيب عام 1991

العراق أطلق على إسرائيل خلال حرب التحالف الثلاثيني عام 1991 (43) صاروخا وليس 39 صاروخا وهي على النحو التالي :
(28) صاروخا من نوع الحسين على منطقة تل أبيب.
(10) صواريخ من نوع الحسين على منطقة حيفا.
(5) صواريخ نوع الحجارة السجيل على مفاعل ديمونا النووي.


جدير بالذكر أن المصادر الإسرائيلية والعالمية كانت قد أعلنت في حينهسقوط (39) صاروخا عراقيا على إسرائيل ولكن هذا الرقم غير دقيق لان العدد الصحيح هو 43 صاروخا والاختلاف في الرقم ناتج عما يأتي :
1- رصدت وسائل الحرب الالكترونية الأمريكية والإسرائيلية سقوط (38)صاروخا عراقيا من نوع الحسين من التي أطلقتها القوات الصاروخية العراقية طيلة حرب 1991..
2- عدم تمكن هذه الوسائل من رصد صواريخ الحجارة السجيل الخمسة التي سقطت على ديمونا لتقنيتها العالية..
3- رصدت وسائل الإنذار الإسرائيلية يوم 26/2/1991 سقوط ستة صواريخ عراقية على تل أبيب وحيفا في حين أطلق العراق في ذلك اليوم خمسة صواريخ وكان الصاروخ السادس هو بقايا صاروخ باتريوت أمريكي فشل في التصدي للصواريخ العراقية فسقط شرق حيفا واعتبره الناطق العسكري الإسرائيلي صاروخا عراقيا وبذلك سجلت إسرائيل أن عدد الصواريخ العراقية التي سقطت عليها 39 صاروخا..
ولكي لا ننسى زغاريد النسوة العربيات وأهازيج الشيوخ والشباب والأطفال العرب عندما مرت فوق رؤوسهم صواريخ الحسين العراقية وهي في طريقها لتدك معاقل الشر في تل أبيب ،
ولكي لا ننسى أيضا تهليل ومباركة المقاتلين العرب، وخاصة الجنود المصريين والسوريين في حفرالباطن،



هذا الفعل البطولي العربي الذي جاء ردا على مشاركة إسرائيل بالحرب الثلاثينية ضد العراق وانتقاما لأطفال الحجارة وشهداء العراق من نساء وأطفال وشيوخ خاصة في ملجأ العامرية،


ولكي لا ننسى أيضا ذلك اليوم الذي أبكى فيه العراقيون إسرائيل ومستوطنيها الذي اخذوا خلال القصف العراقي للأهداف الحيوية الإسرائيلية بمغادرة بيوتهم في تل أبيب وحيفا وبئر السبع والهرب إما إلى خارج إسرائيل أو إلى مدينة القدس الشريفة والمدن الفلسطينية الأخرى لعلمهم بان القوات الصاروخية العراقية تلقت الأوامر من القيادة العراقية بعدم التعرض للأهداف الإسرائيلية فيها..


مدخل
شكلت إستراتيجية ضرب إسرائيل بالصواريخ العراقية المتطورة ارض-ارض نوع الحسين والحجارة السجيل ذات المدى (650) كم عام 1991 نقطة تحول في الصراع العربي الإسرائيلي، ذلك أنها فتحت الباب أمام أمكانية حصول مشاركة عربية أوســع في هذه الحرب، على غرار ما حصل في حرب تشرين 1973عندما شارك الجيش العراقي بثقل مشهود فيها إلى جانب جيوش عربية أخرى،
كما توخت هذه الستراتيجية نقل المعركة الى داخل العمق الاسرائيلي بعمليات تعرضية مؤثرة ومبادأة عراقية فاعلة وزخم متواصل جعلت من المستعمرات والمدن والأهداف الحيوية الإسرائيلية ساحة عمليات أمامية ومواجهة مباشرة على امتداد
(43) يوما من الصراع البطولي المسلح ضد قوات التحالف الثلاثيني الأمريكي الأطلسي الإسرائيلي وبشكل أكثر إيلاما مما تعرضت له إسرائيل في أي حرب أخرى..

وقد كشفت عمليات القصف الصاروخي العراقي لإسرائيل هشاشة المجتمع الإسرائيلي وعجز ووهن عقيدة القتال الإسرائيلية وتسببت في إحداث اختراقات خطيرة في نظرية الأمن الإسرائيلي القائمة على مجموعة عناصر وأسس أبرزها (الحدود الآمنة، الحرب الخاطفة أو السريعة، المفاجأة، المبادأة، نقل الحربإلى ارض الخصم، التفوق التكنولوجي …الخ)..

(19) ضربة صاروخية عراقية

منذ فجر 18/1/1991وحتى انتهاءالحرب في 28/1/1991 وجهت القوات الصاروخية العراقية (19) ضربة صاروخية قوامها 43صاروخا على (53) هدفا إسرائيليا ضمن مناطق تل أبيب وحيفا وبئر السبع منها مقــرات القيادة والمنشات الاقتصادية والصناعية والعسكرية والعلمية والنوويــة والمصانع الحربية ومراكز التحشد والتجمع العسكري ….الخ
وقد أحدثت هذه الضربات خسائر كبيرة في هذه الأهداف كما سنرى لاحقا، ولم تقتصر التأثيرات الصاروخية على الجوانب العسكرية والاقتصادية والصناعية والسياسية داخل إسرائيل بل أن خطورتها كانت اكبر على الحالة المعنوية والنفسية والاجتماعيـــة للمستعمرين الإسرائيليين لدرجة دفعت الآلاف منهم إلى الهرب خـارج فلسطين المحتلة في هجرات جماعية معاكسة ونزوح يومي كثيف إلى المناطق التي لم تتعرض للقصف العراقي وخاصة القدس الشريف حيث كانت الأوامر صريحة إلى القوات الصاروخية العراقية بعدم التعرض لأي هدف داخل المدينـة المقدسة والمدن الفلسطينية الأخرى..
وقد بلغ الذعر حده في الأحياء الإسرائيلية عندما اكتشف عشرات الآلاف من المستوطنين – كما وصفهم احد زعمائهم وهو رئيس بلدية القدس فيما بعد ساخرا منهم – بأنهم قد وجدوا أنفسهم فجأة بحاجة إلى السفر إلى أوربا وأمريكا..


الضربة الصاروخية الأولى في 18/1/1991
بالساعة الثالثة وعشر دقائق من فجر هذا اليوم انطلق الاسم الرمزي وهو عبارة (الله اكبر ثلاث مرات) التي تعني توكل على الله سبحانه واضغط زرالإطلاق، وانطلقت في آن واحد ثمانية صواريخ نوع الحسين على أهداف عسكرية ومنشات حيوية للعدو الإسرائيلي..
إنها الضربة الصاروخية العربية الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، أربعة صواريخ على قاعدة الشر في تل أبيب وأربعة صواريخ على حيفا..



بعد هذه الضربة مباشرة سمع العالم كله بأصدائها وأخذت وكالات الأنباء ومحطات التلفزة العالمية ترسل التقارير الإخبارية والمصورة عن نتائجها وتأثيراتها على السكان الإسرائيليين والباحث يذكر كيف أن قناة(سي إن إن) نقلت مشهدا لأحد المصانع المدمرة في رامات جن وهروب العاملين فيها إلى خارج المنطقة وحديث احدهم الذي أصيب بالذهول وهـــو يتحدث بصوت مرتجف عن الصدمة التي أصيبوا بها نتيجة القصف ويلعن ذاك اليوم الذي هاجر فيه من روسيا إلى إسرائيل، ويذكر أيضا لقاء آخر مع صاحب ورشة يقول وهو يبكي : لتذهب هذه الحرب إلى الجحيم … مالنا ولإسحق شامير، ليذهب هوالآخر إلى الجحيم ولكنه عاد واخذ يسب العراقيين ويكرر لقد فعلوها مرة أخرى، لقد فعلوها مرة أخرى، وأضاف لقد فعلها مرة أخرى أحفاد نبوخذ نصر؟؟
وفي مساء اليوم نفسه صدر بيان القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية ذي الرقم (4) يتحدث عن هذه الضربة والأهداف التي توختها والنتائج التي أسفرت عنها ومما جاء فيه أن الصواريخ العراقية الأربعة التي أطلقت على تل أبيب،

أصابت الأهداف الإسرائيلية التالية :
1- شمال شرق المنطقة الصناعية في راماتغان..
2- جنوب المنطقة الصناعية في رامات غان..
3- شارع ارفيل ناحال على يمينالجسر جنوب المنطقة الصناعية..
4- شارع ديزينكوف جوار منطقة الفنادق على ساحل البحر بالقرب من فندق الامباسادور..


أما الأهداف التي توختها الصواريخ العراقيةفي حيفا هي :
1- مصفاة تعبئة الغاز في ميناء كيشون..

2- منطقة الخضيرة/محطةالكهرباء..
3- معهد التخنيون..
4-مجمع عسكري..



وقد جاء في تقاريرالمراسلين والوكالات وشهود العيان أن الخسائر الإسرائيلية نتيجة الضربة الأولى تضررعشرات المباني وعدد من المصانع والمقرات العسكرية وقتل وجرح 68 شخصا وأكثر من 20متجرا ومركزا تجاريا …


المصدر








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق