السبت، 1 يناير 2011

بريطانيا تخطط لاجلاء رعاياها من الخليج تحسبا لضرب ايران

خاصة المقيمون في دولة الامارات.. وابو ظبي تعد خطة سرية للتعاون العسكري مع لندن
لندن ـ 'القدس العربي': كشفت صحيفة 'ديلي تليغراف' امس الاربعاء أن القوات المسلحة البريطانية تعكف حالياً على وضع خطط لاجلاء مئات الآلاف من السكان والسياح البريطانيين من دبي وغيرها من المدن الخليجية، في حال نشوب حرب مع ايران.
وقالت الصحيفة إن الحكومة الائتلافية البريطانية برئاسة ديفيد كاميرون أمرت باجراء مراجعة فورية للتخطيط العسكري البريطاني في منطقة الخليج، بعد تسلمها السلطة في أيار/مايو الماضي، ووضعت مقترحات جديدة لتنسيق النشاط العسكري في المنطقة مع الحلفاء المحليين المعادين لايران، خاصة دولة الامارات العربية المتحدة.
واضافت أن أكثر من 100 ألف بريطاني يقيمون في الامارات العربية المتحدة وحدها فيما يزور دبي مليون سائح بريطاني كل عام، وتخشى الحكومة الائتلافية من تعرضهم للخطر إذا ما ردت ايران، حسب وعدها، على أي هجمات عسكرية تستهدف مواقعها النووية بشن هجمات صاروخية على المصالح الغربية في منطقة الخليج.
وذكرت الصحيفة أن سفن البحرية الملكية البريطانية تسيّر مع نظيرتيها الامريكية والفرنسية دوريات منتظمة في الخليج، في حين هددت ايران أيضاً بزرع ألغام في مضيق هرمز الاستراتيجي مع استعداد المنطقة لاحتمال نشوب حرب.
واشارت إلى أن ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد كان واحداً من الزعماء العرب في المنطقة، الذين كشفت وثائق ويكيليكس أنهم يضغطون من أجل اتخاذ اجراءات أشد صرامة حيال ايران بعد فرض الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات شديدة ضدها.
وقالت الصحيفة نقلاً عن دبلوماسيين إن ولي عهد أبو ظبي كان أيضاً المحرّك الرئيسي إلى جانب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لمطالب تحسين العلاقات العسكرية البريطانية التقليدية مع الامارات، واثار شخصياً مسألة سلامة الرعايا الأجانب الذين يشكلون 70' من سكانها البالغ عددهم 4.5 مليون نسمة.
واضافت أن خطة جديدة للتعاون العسكري لا تزال شروطها الكاملة طي السرية، سيتم التوقيع عليها في النصف الأول من العام 2011 بين بريطانيا والامارات خلال زيارة يقوم بها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى أبو ظبي، واعتبرتها حكومته أولوية واستثنتها من تخفيض نفقات الدفاع، ومن المتوقع أن تشمل أيضاً عرضاً من بريطانيا للمساعدة في الحفاظ على البنية التحتية الحيوية للامارات، مثل محطات الكهرباء وتحلية المياه في حال نشوب حرب.
وقالت الصحيفة إن مقترحات اخرى يجري اعدادها لتنظيم عملية اجلاء المدنيين عبر الحدود إلى سلطنة عمان وغيرها من البلدان المجاورة غير المستهدفة من قبل ايران، مع احتمال ارسال سفن سياحية إلى خليج عدن مع سفن حربية لنقل المدنيين البريطانيين من امارة الفجيرة اعتماداً على تقييم سلامة الرحلات المدنية، وفتح مطارات اضافية إلى جانب الشبكة الواسعة من المطارات الدولية في المنطقة.
واضافت أن الدبلوماسيين البريطانيين يحرصون على تأكيد أن هناك حاجة بالنسبة للسفارات البريطانية في جميع أنحاء العالم لوضع خطط طوارئ للمواطنين البريطانيين الذين يواجهون جميع أشكال الكوارث والطوارئ.
ونسبت إلى دبلوماسي بريطاني في منطقة الخليج قوله 'هناك أكثر من 100 ألف بريطاني يعيشون في الامارات في حين يزورها مليون بريطاني كل عام، وتأمين سلامتهم هي مسألة تثير قلقاً خاصاً'.
وعلمت 'القدس العربي' ان هناك قلقا في اكثر من عاصمة غربية من احتمالات اقدام 'خلايا ايرانية نائمة' مزروعة في اكثر من دولة خليجية على عمليات اغتيال لرعاياها كاجراء انتقامي في حال حدوث هجوم اسرائيلي او امريكي لتدمير المنشآت النووية الايرانية.
وكان قائد الحرس الثوري الايراني قد هدد بتوجيه ضربات انتقامية الى دول خليجية، يمكن ان ينطلق من قواعدها العدوان على بلاده.
وتحدثت تقارير غربية عديدة عن احتمال قيام قوات الحرس الثوري الايراني بقصف قواعد امريكية ومنشآت حيوية في دول الخليج، ولهذا عززت الحكومة الامريكية دفاعات هذه الدول، وخاصة الكويت والامارات، ببطاريات صواريخ 'باتريوت' المضادة للصواريخ في اجراء احترازي.
ويرى مراقبون في هذه الخطوة البريطانية، اي وضع خطط لاجلاء الرعايا البريطانيين بانها قد تكون احد المؤشرات على حتمية حدوث حرب وشيكة في المنطقة، خاصة ان اسرائيل تمارس ضغوطا مكثفة على الولايات المتحدة للتسريع بتدمير البرامج والمنشآت النووية الايرانية، قبل نجاح ايران في تطوير اسلحة نووية.
وحث العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الادارة الامريكية 'على قطع رأس الافعى الايرانية' في اسرع وقت ممكن، بينما قال العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة ان الحرب ضد ايران قبل امتلاكها اسلحة نووية ارخص واقل كلفة من شنها بعد نجاحها في امتلاك هذه الاسلحة، حسبما جاء في وثائق ويكيليكس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق